ثمرات رقة الكلمات

ثمرات رقة الكلمات

الكلمات التى تتلفظ بها اليوم ينبغى أن تكون

ناعمة وغضة فربما تضطر إلى أكلها غداً

الكلمات الناعمة.. الكلمات الغضة.. الكلمات الرقيقة.. الكلمات الطيبة.. كل هذه الكلمات أصبحت للأسف غائبة أو قل مغيبة عن واقع حياتنا.. رغم أن هذه الكلمات تمثل أحد الأسرار الكبرى للراحة والسعادة.. وآن لهذه الكلمات أن تعود لحياتنا إذا أردنا أن نصنع لأنفسنا حياة ملؤها الفرحة والبهجة.
ثمرات رقة الكلمات:
تُرَى ما هى الثمرات التى سنجنيها إن حرصنا على أن تكون كلماتنا رقيقة.. غضة وناعمة؟
* إن أول هذه الثمرات هى أننا سننال محبة الآخرين إذ أن الناس فى العادة لا ينتظرون من بعضهم أكثر من كلمة طيبة رقيقة سواءً كانت هذه الكلمة هى كلمة تشجيع أو تقدير.. كلمة ثناء أو حب.. كلمة مواساة أو استرضاء.. كلمة مداعبة أو حتى اعتذار.. إن مثل هذه الكلمات تدعم أواصر المحبة والمودة بين الناس وتجعل من يعتاد على اطلاقها محبوباً مرغوباً من الجميع.
* أما ثانى هذه الثمرات هى أننا بهذه الكلمات ندخل السرور والسعادة على قلوب الآخرين ونخفف عنهم آلامهم وأحزانهم ونشعرهم بأن هناك من يشاركهم حياتهم فتهدأ النفوس وتسعد القلوب ويحل الخير محل الشر ويحل النور محل الظلام.. ولست والله أجد أجمل ولا أبهج من أن ندخل الفرحة والبهجة على نفوس الآخرين.. ليس أجمل من سرورٍ ندخله على قلب وبسمة نرسمها على وجه.
* أما ثالث هذه الثمرات فإن هذه الكلمات تنقى صدر صاحبها بحيث لا تترك فيه حقداً أو غلاً أو حسداً لذلك كانت من الوصايا الجميلة التى يوصى بها المربون لمن يرغب فى تنقية صدره من أى حقدٍ أو غلٍ هى أن يكثر من الدعاء للشخص الذى يشعر تجاهه بهذه المشاعر فيصفو صدره وتهدأ نفسه.. وجرب ترى... جرب أن تتحدث عن شخص لا تحبه بكلمات طيبة رقيقة وأن تتصل به اتصالاً يقطر عذوبةً ورقة ولاحظ أثر ذلك على قلبك وسترى بإذن الله عجباً.
* أما رابع هذه الثمرات فهى أننا بهذه الكلمات الطيبة الرقيقة ننتقل طوال يومنا من أجر إلى أجر إلى أجر وكيف لا؟ ألم يخبرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن الكلمة الطيبة صدقة أى أننا بإمكاننا أن نظل طوال يومنا من المتصدقين إذا نحن اتخذنا قرارنا بأن نلين كلامنا وأن نجعل كلماتنا تقطر مودة ومحبه.. تسيل رفقاً ورقه.
* أما خامس هذه الثمرات فهى أن هذه الكلمات الطيبة سترتد لنا يوماً.. نعم سترتد لنا يوماً.. إما فى صورة كلمة طيبة.. أو كلمة ثناء وتقدير.. أو دعاء يدعو لنا به إنسان أدخلنا على قلبه السرور والطمأنينة بكلماتنا.. بل والأكبر من ذلك أنها قد ترتد إلينا فى شكل مادى.. نعم فى شكل مادى.. وإن تعجب فتعجب معى مع هذه القصة:

عندما بلغ المخترع الشهير توماس إديسون سن الخامسة والستين احترق معمله بكل ما فيه ولم يكن هناك نظام تأمين ولا أى وسيلة يعوض بها هذه الخسارة المادية الضخمة التى ربما لم يكن يقوى على تعويضها.. أما المفاجأة فهى أن هنرى فورد صاحب شركات فورد أرسل إلى توماس إديسون شيكا بمبلغ 75000 دولار مع الإشارة إلى أن توماس إديسون يستطيع أن يطلب أى مبلغ.. لم تكن هناك صداقة بين توماس وهنرى، إذن ما الذى دفع هنرى ليفعل ذلك؟ وإليكم السبب: فى بداية حياة هنرى فورد العملية كان يجرى أبحاثاً على محركات السيارات استعداداً لاختراع جديد وكان إديسون يومها من أشهر المخترعين فعندما علم إديسون بأبحاث هنرى توجه إليه وشاهد اختراعه وأثنى عليه وشجعه على الاستمرار وتوقع له مستقبلاً كبيراً.. ربما نسى إديسون هذه الكلمات.. لكن هنرى لم ينس كلمات الثناء والتشجيع التى قدمها له إديسون والتى كانت بمثابة الحافز الكبير له.. لذلك فحينما تعرض إديسون لهذه المشكلة بادر هنرى بالوقوف إلى جواره كما وقف إديسون من قبل إلى جواره حتى لو كانت وقفة إديسون مجرد كلمات.. كلمات إديسون الرقيقة التى قالها يوماً لهنرى ارتدت له بعد أعوام لكنها لم ترتد له كلمات إنما ارتدت له دولارات.

جميل
جزاكم الله خيرا

والاجمل مروك اختنا